الخبرات الشخصية / سوشيال ميديا مواقع الكترونيه

اكتشفت صديقة لي فجأة ان جنس الرجال مجبول على الغدر والخيانة، بينما اكتشف صديقي – الذي هو صديقها ايضا – ان جنس النساء مجبول على الغدر والخيانة، وأنا في الحقيقة أثق بصديقي وصديقتي ثقة كبيرة، لكنني هنا محتار بينهما وبين اكتشافاتهما العبقرية التي يعبران عنها كل يوم بطريقة مختلفة على شبكات التواصل الاجتماعي، فهل الجنسان مجبولان على الغدر والخيانة، أم انها مجرد طريقة ليقول صديقي بها انه قد غدرته امراة، ام أنها قناعته الشخصية من خلال خبراته الخاصة، فإن كانت كذلك فهل امه وأخواته مشمولان في اكتشافاته الجديدة ام أنها تخص بنات الشلة فقط، أم ماذا.
هذه مشكلة الخبرات الشخصية، انها قاصرة بطبيعتها فهي تجربة أو تجارب شخصية، عددها محدود، بيئتها محدودة، متغيراتها محدودة، وأبطالها ليسوا محدودين فقط، بل هم شخص واحد هو صاحب الخبرة ومحللها ومقيمها ومنظرها ومحررها، والاجمل من كل هذا انه غير مؤهل للقيام بأي نوع من تحليل او تفسير او مناقشة هذا النوع من الظواهر الاجتماعية المعقدة.
هؤلاء خبراء التواصل الاجتماعي، كل منهم لديه خبرته الخاصة، فبعضهم جرب مرة وبعضهم جرب خمس مرات وبعضهم جرب عشر مرات، ونحن نفترض ان من جرب اكثر فإن خبرته اكبر ونحن نعلم ان هذا ليس صحيحا، فهو مقيد بالقدرة الشخصية لهذا الخبير على التعلم، فبعض الناس يتعلم من تجربة واحدة ما قد لا يتعلمه اخرون من عشرات التجارب.